تشكل تقلبات سعر الصرف التحدي الأكبر أمام أي عملية استثمارية، وكلما ازدادت ضخامة حجم الأموال التي تضخ في الاستثمار كلما ازداد التساؤل عن كيفية الحفاظ على القوة الشرائية للعملة التي أتعامل بها وعن كيفية تجنب الوقوع في الخسائر أو ربما الحصول على الأرباح، لذلك يتبادر إلى ذهن المستثمر الذي يرغب بشراء عقار في تركيا هل أقوم بشراء العقار بالليرة التركية أم الدولار؟
تغييرات أسعار صرف الليرة التركية
يؤثر تغيير سعر صرف الليرة لتركية على تكاليف الإنشاء وتكاليف البناء والاكساء وبالتالي يؤثر وبقوة على أسعار العقارات في تركيا وسوف نشرح آلية التأثير هذه:
يترجم ارتفاع سعر الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي بارتفاع تكاليف العمار ويقابله ارتفاع في سعر العقار، النقطة المهمة جداً هنا أنه يوجد فترة زمنية فاصلة بين هبوط سعر الليرة التركية وارتفاع سعر العقار وذلك حسب النظريات الاقتصادية التي تفيد بأن انعكاس سعر الصرف عموماً يستغرق زمناً ليسري على جميع حلقات الإنتاج وصولاً إلى المنتج النهائي، وهنا تكمن الفرصة الذهبية...
فعندما تظهر بدايات ارتفاع سعر صرف الليرة التركية تصرف بسرعة وبادر بشراء العقار، حيث أن استمرار سعر الصرف بالارتفاع الطبيعي يعني ارتفاع سعر ذات العقار الذي قمت بشرائه عند سعر الصرف السابق، فالربح الذي تكون قد حصلت عليه هو ناجم عن الفرق بين سعري العقار عند تغير سعري صرف الليرة التركية،
أما الصورة المعاكسة فتبدو لنا عند انخفاض سعر صرف الليرة التركية وأثره على انخفاض تكاليف البناء (ولكن ليس بسرعة ارتفاعها التي تطرقنا إليها سابقاً) مما يعني الانخفاض في أسعار العقارات في تركيا أيضاً.
العوامل المؤثرة على تغيير سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية
بمناسبة الحديث عن تغيير سعر صرف الليرة التركية وأثره على تغيير أسعار العقارات في سوق العقارات في تركيا سوف نتكلم عن بعض العوامل التي تؤثر على سعر الصرف:
- الميزان التجاري الذي يشكل الفرق بين الصادرات والواردات للدولة المعنية.
- زيادة الطلب على العملة التركية المحلية يؤدي إلى ارتفاع في سعر صرف الليرة التركية.
- تقول النظرية الاقتصادية أن زيادة الطلب على المنتجات يؤدي إلى ارتفاع أسعارها وبالتالي حدوث الظاهرة التي تعرف بالتضخم وتترافق مع ارتفاع في معدلات الفائدة الأمر الذي ينعكس على سعر صرف الليرة التركية وبالتالي سعر العقار.
لكن السؤال هنا، هل أنا أملك هذه الخبرة التي تسعفني بالتدخل بالشراء في اللحظة المناسبة أم أن هذه الخطوة ضرباً من ضروب المخاطرة؟
الأسباب التي تدعم توقيت دخول السوق العقاري
- يعتبر الاستثمار العقاري في تركيا استثمارً طويل الأجل، بمعنى أنه بطيء التأثر بالتذبذبات التي تعصف باقتصاديات الدول المختلفة وخاصة تركيا نظراً لتأثرها المستمر بالمتغيرات الدائمة المحيطة بها في قارتي آسيا وأوربا، أضف على ذلك الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة التركية لدعم اقتصادها حيث تحرص على المحافظة على علاقات جيدة مع الدول التي تتصدر قائمة المستثمرين الأجانب وبالتالي تضمن استمرار التدفق النقدي من قبل هؤلاء المستثمرين وتغذية القطاع العقاري باستمرار من ناحية الطلب.
- أصدرت الحكومة التركية مرسوماً رئاسياً يقضي بتسعير العقار بالليرة التركية فقط لضمان التدفق النقدي لليرة التركية وبالتالي التخفيف من تقلبات سعر الصرف.
المعطيات السابقة تمهد لنا الطريق للإجابة على السؤال العريض، هل أشتري العقار في تركيا بالليرة التركية أم بالدولار؟
- كل المعلومات التي تفيد بوجود عدة عوامل تضبط حدة تغير سعر صرف الليرة التركية وبالتالي التأثر الطفيف لأسعار العقارات في سوق العقار التركي تعطيك مؤشراً إيجابياً أن شراء العقار بالليرة التركية هو أفضل.
- شراء العقار بالليرة التركية هو صحيح أفضل من شرائه بالدولار الأميركي لكن ليس أفضل دائماً، فعند هبوط قيمة الليرة التركية تدريجياً (ارتفاع سعر الصرف) فشراء العقار بالليرة لتركية في هذه الحالة هو أفضل من الدولار الأميركي، بينما في الحالة المقابلة عند انتعاش الليرة التركية وارتفاع قيمتها فمن الأفضل شراء العقار بالدولار الأميركي.
- يمكن لمشتري العقار بالليرة التركية الاستمرار بمسيرة التوفير في سعر العقار، ففي بداية المشروع يكون المستثمر بحاجة إلى التمويل لاستكمال مراحل المشروع وهنا بإمكان المشتري التدخل والحصول على العروض.
- المشاركة في تمويل المشاريع ولو بالليرة التركية يحتاج إلى عامل الثقة الضامن بأن المشروع سيستمر وتعنبر مؤسسة الإسكان العسكرية التركية الضامن القوي لتمويل المشاريع واستكمالها.
أسعار العقارات في تركيا والعوامل المؤثرة فيها
بعيدا ً عن تقلبات سعر صرف الليرة التركية وأثره على أسعار العقارات في سوق العقارات التركي فإن هناك عوامل تتعلق بالعقار نفسه تؤثر في سعره وتتحكم به:
- طريقة الشراء الصحيحة: فبمجرد أن تعرف قيم العقارات في المنطقة المستهدفة بشكل جيد تكون مستعداً لاكتشاف الصفقات الرابحة التي تتأثر بشكل مباشر بموقع العقار.
- قرب العقار من مراكز التسوق الكبيرة يعني زيادة الإقبال عليه وبالتالي ارتفاع سعر هذا العقار.
- موقع العقار بالقرب من شبكة المواصلات يعني سهولة الحركة والتنقل وهذا يعتبر عامل جذب للمستثمر ويؤثر في سعر العقار أيضاً.
- حالة العقار فيما إذا ما كان جديد وفي حالة جيدة ومزود بالتجهيزات اللازمة فسوف يزداد الإقبال عليه من قبل المستأجرين أو حتى من قبل المستثمرين مما يؤثر بكل تأكيد على سعر العقار أو بدل إيجاره على العكس تماماً من لو كان العقار متهالك وقديم وغير مجهز كما يجب.
للوهلة الأولى قد يبدو الأمر معقداً ويحتاج إلى الكثير من الدقة والخبرة والصبر والمراقبة المستمرة للأسواق المالية وتغيرات أسعار صرف العملات وأثرها وانتهاز الوقت المناسب للتدخل واتخاذ قرار شراء العقار بالإضافة إلى اختيار العملة المناسبة للشراء ...كل هذه المتغيرات تصبح منطقية عندما تجني الأرباح الناجمة عن هذه الفروقات بالأسعار وتتأكد من الأمر يستأهل كل هذا التمحيص والتحليل، بالتوفيق.
مقالات ذات صلة :
شقق للبيع في إسطنبول 2021-2022
الجنسية التركية عبر الانترنت
الأوراق المطلوبة للحصول على الجواز التركي
أهم ما يجب أن تنتبه عليه عند شراء عقار في تركيا
فلل للبيع في إسطنبول 2021-2022
من يحصل على الإقامة العقارية في تركيا
أهم 4 مناطق في إسطنبول للاستثمار العقاري
أفكار تجعل من الاستثمار العقاري في تركيا مميزاً
كيفية الحصول على الجنسية التركية 2021-2022
أسعار العقارات في تركيا 2021-2022
التعليقات