ماذا تعرف عن عادات وتقاليد تركيا

التعرف على عادات وتقاليد تركيا بات أمراً ضرورياً بعد الاندماج الذي حصل بين الأفراد المنحدرين من مجتمعات مختلفة بعضها شرقية وغيرها غربية، وبين المجتمع التركي، حيث أنه من الواجب احترام عادات وتقاليد البلد المضيف لسهولة التكيف والاندماج والعيش بسلام مع أفراد المجتمع الجديد، من الجميل حقاً التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى والانفتاح على عاداتهم وتقاليدهم ومدلولاتها المرتبطة ببيئتهم المحيطة التي نشأوا فيها.

تعرف على عادات وتقاليد تركيا:

يتميز المجتمع التركي بعادات وتقاليد خاصة، بعضها يتقاطع مع عادات العرب والمسلمين، وبعضها ينحدر من الثقافة العثمانية مثل سكب الماء خلف المسافر، غياب أجهزة التكييف في معظم المنازل التركية، شرب القهوة المالحة، انتشار الخرزة الزرقاء وربط الشريطة الحمراء كما سنرى في المقال التالي:

خلع الحذاء عند باب المنزل:

قد تستغرب أن هذا الشعب الذي عاش في أكناف السلطنة العثمانية تعتبر عنده هذه العادة من العادات المقدسة والتي أحاول شخصياً إقناع الضيوف الزائرين لنا بتطبيقها لارتباطها بثقافتنا الإسلامية ، إلا أنهم يتقبلون الأمر على مضاضة ويعتبرونها عادة متخلفة، علماً أن هذه العادة مرتبطة بالنظافة الشخصية والنظافة المنزلية حيث ثبت أن الحذاء هو أكبر ناقل للجراثيم المسببة للأمراض المختلفة، وعند استضافة أحد الأتراك لزائر في منزله، عليه ألا يخرج من منزل المضيف قبل منتصف الليل، فذلك بالنسبة إليهم يعني أن المضيف لم يقم بواجب الضيافة بالشكل الصحيح، وإن قدم أحد الأتراك دعوة للضيف لتناول الطعام في الخارج فيجب على الضيف ألا يدفع الحساب ، فالمضيف هو من يتكفل بالدفع ، وإن كان ذلك سبب لإحراج الضيف فعليه أن يدعو المضيف للخروج في وقت لاحق .

التحية:

هي الانطباع الأول والأثر الي تتركه في نفوس من تلقى، فلا بد من أن تقوم بالتحية بطريقة لبقة وبصيغة محترمة مع جميع الناس ومع النساء وكبار السن بشكل خاص، إذ يحبذ أن تكون صيغة المخاطبة بصيغة الجماعة من قبيل التوقير والتهذيب ، وهي من الأمور التي تلقى اهتماماً كبيراً في أوساط المجتمع التركي.

إحضار هدية:

من الأفضل ألا تذهب خال اليدين عند زيارتك لأحد الأصدقاء للمرة الأولى، فمن الأمور المحببة والعادات الاجتماعية اللطيفة أن تأخذ معك بعض الحلويات كالشوكولا ولا يمنع أن تصطب باقة من الزهور الجميلة منسقة بطريقة ملائمة، فهذه العادة توطد أواصر المحبة والود بين لأقارب والأصدقاء.

مشروب الشاي:

يعتبر مشروب الشاي هو المشروب التقليدي الأول المنتشر في المجتمع التركي، على خلاف المجتمعات الأخرى الذي تعتبر فيه القهوة بكافة أنواعها هي المشروب الأول، فعند زيارتك لأي منزل في تركيا فسوف يكون بانتظارك على الفور من باب الترحيب والتأهيل كوب مميز من الشاي الأحمر الفاخر يصب في نوع خاص وتراثي من الكاسات الزجاجية الشفافة، ولن يتم الاكتفاء بكوب واحد فقط فهناك كوب آخر قادم على الطريق إلا إذا قمت بوضع ملعقة التحريك على فوهة الكأس لتعبر عن اكتفائك بكوب واحد من الشاي.

و يقوم الأتراك بزراعة الشاي على سواحل البحر الأسود في منطقة ريزا التي تتصف بالمناخ المناسب لنبات الشاي، ذلك لأنه المشروب الشعبي الأكثر انتشاراً في تركيا ، ويحتسيه الأتراك بمختلف فئاتهم العمرية حيث لا يقل عن أهمية عن شرب الماء بالنسبة إليهم ، حيث اكدت الدراسات احتلال تركيا المرتبة الأولى عالمياً في استهلاك الشاي بمعدل استهلاك يصل لأكثر من ثلاثة كغ للفرد الواحد .

تقديم كأس ماء مع فنجان القهوة:

هذه العادة دارجة أيضاً في مجتمعاتنا العربية دو ن أن نعرف مدلولها ومفهومها الاجتماعي، ففي تركيا يقدم الماء مع القهوة عند استقبال الضيوف ، وإذا كان الضيف جائعاً يمد يده إلى الماء ويشربه فيفهم المضيف أنه جائع، و يسارع لتقديم الطعام له دون إحراجه . أما إذا لم يكن جائعاً فيشرب القهوة ، أذكر إني في إحدى المناسبات عندما تم تقديم القهوة لنا مع كوب الماء بادرت لشرب كأس الماء لعطش انتابني دون أعرف هذا المدلول الاجتماعي.

القهوة المالحة:

بعد اندماجك في المجتمع التركي وتعرفك على عاداته وتقاليده فإن جمعك النصيب مع إحدى الفتيات التركيات وقررت التقدم لخطبتها فكن على استعداد على تذوق كوب من القهوة المالحة سوف تقدمه لك العروس، فإن حظيت بإعجابها فسوف تشعر بالشفقة عليك ولن تزيد لك الملح كثيراً بالقهوة، وإن أعجبتك تلك الفتاة وقررت الارتباط بها فسوف تكون مضطراً لشرب فنجان القهوة المالحة وأنت مفعم بالسعادة كنوع من الإثبات برغبتك الحقيقية بتللك الفتاة، وهي عادة قديمة من عادات الزواج في المجتمع التركي لا يزال يطبقها الكثير من الفتيات كاختبار لمدى حب الشاب للفتاة ورغبته في الزواج بها.

ليلة الحناء:

وهي من العادات التي تطبقها الفتيات فيما قبل ليلة الزفاف ، حيث تجتمع العروس مع صديقاتها وقريباتها وترتدي اللون الأحم وتضع الحناء مع البكاء الشديد والغناء في تلك الليلة الجميلة استعداداً لليلة الزفاف التالية.

الحمام التركي:

درجت العادة عند كل من النساء والرجال الذهاب إلى حمام السوق التركي مرة كل أسبوع والمكوث فيه كامل اليوم من أجل الاستحمام والاهتمام بالجمال والعناية بالبشرة وبالشعر وهو تقليد من تقاليد الثقافة التركية ويعود لأيام الرومان و العثمانيين.

المطبخ:

يعتبر المطبخ التركي من المطابخ الشهيرة والغنية بالأصناف المتنوعة التي تتميز بالذوق الرفيع والطعم اللذيذ، فلدى السيدة التركية شغف بالمطبخ وتحضير المأكولات والأصناف المختلفة لجميع أفراد العائلة وتجد في ذلك متعتها الحقيقية.

تقبيل أيادي الكبار:

الكبار لهم مكانة خاصة ومقدسة في المجتمع التركي، ويعود ذلك إلى الثقافة الإسلامية المشتركة التي تحض على الاهتمام بكبار السن وحسن معاملتهم والتأدب في مخاطبتهم والتعامل معهم.

استعمال السجاد على مدار العام:

من الملاحظ استعمال السجاد في المنازل التركية في كافة فصول السنة، حيث هناك السجاد الشتوي الذي يضفي على المنزل الأجواء الدافئة، وهنالك أيضاً السجاد الصيفي المزركش بالألوان الصيفية الزاهية ويعتبر من أنواع الديكورات المستخدمة في المنازل في تركيا.

وضع الخرزة الزرقاء :

هناك اعتقاد كان سائداً في المجتمعات القديمة يفيد بأن الخرزة الزرقاء تقي الإنسان من الحسد، تلك الطاقة اللاإرادية الخطيرة والمخربة ولا زال استعمالها دارج حتى الآن ليس فقط في المجتمع التركي وإنما في المجتمعات العربي أيضاً ويصنع منها كافة أنواع الحلي وأدوات الزينة، كما يتم تعليقها في مداخل المنازل درأً من عين الحاسدين الزائرين.

عدم وضع الحقيبة على الأرض:

قد تستغرب من أن الأتراك يعتقدون بأن وضع الحقيبة على الأرض يجلب الفقر، لأنه غالبا ما تحوي الحقيبة مبلغاً من المال ووضعها على الرض في استهزاء بالنعمة الإلهية وبالتالي قد تتعرض لفقدها ويدق الفقر بابك، فيجب عدم وضع الحقيبة على الأرض أثناء الزيارات خاصة حقائب السيدات.

وهنالك العديد من العادات والتقاليد التركية كرش الماء والملح خلف المسافر، والانحناء أثناء التحية ووضع اليد على الصدر وعيرها الكثير من السلوكيات التي تنتمي لثقافة شعوب المنطقة والتي أصبحت مع الأيام عادة يمارسها أفراد المجتمع.